يؤثر ضعف الإنتصاب عادة على الرجال في المراحل المتقدمة من الحياة، على الرغم من أن الرجال الأصغر سنا قد يصابون به أحيانا. مع ظهور أقراص Sildinafil أو “الحبة الزرقاء” وغيرها من الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم قبل أكثر من عقد من الزمن، عاد الأمل في إنتصاب أفضل، وتراجع الإحباط الذي كان يصاحب ضعف الإنتصاب بشكل كبير. ومع ذلك، فقد أثبت الوقت أن هذه العلاجات لا تقدم حلولًا طويلة الأمد أو جذرية لمشكلة الإنتصاب. لم يعالج تناول هذه العلاجات السبب الكامن وراء ضعف الإنتصاب، والإضطرار إلى إبتلاع قرص إستعداداً للعلاقة الحميمية هو مجرد “حل سريع أو مؤقت”. أضف إلى ذلك الآثار الجانبية المحتملة لهذه الأدوية والقائمة الكبيرة من الظروف الصحية التي تتطلب الحذر مع إستخدامها أو حتى منعها.
من خلال السعي الدؤوب لإستعادة قدرة الرجال على الحصول على إنتصاب أكثر طبيعية بمفردهم، دون الحاجة إلى التخطيط قبل كل علاقة حميمية، كان العلم يقفز إلى الأمام بشكل هائل. العلاج بالموجات التصادمية قليلة الكثافة من خارج الجسم، و المعروفة ببساطة بإسم العلاج بالموجات الصدمية قد برزت مؤخراً كحل جذرى محتمل و طويل الأمد لضعف الإنتصاب.
المفهوم الكامن وراء العلاج بالموجات الصدمية هو إستخدام الطاقة من الموجات الصوتية لتنشيط عملية تسمى إتساع الأوعية الدموية في أجزاء معينة من الجسم، حيث تنمو الأوعية الدموية الجديدة وهذا يساعد في النهاية على تحسين تدفق الدم إلى المنطقة تحت العلاج.
الإنتصاب هو آلية متعددة الأوجه تعتمد في المقام الأول على تدفق الدم. عند حدوث الإستثارة، تتسع شرايين العضو الذكرى للسماح بإمتلاء بالدم وتحقيق قوة الإنتصاب اللازمة. قد يعاني الرجل الذي لديه مشاكل صحية تعيق تدفق الدم إلى العضو الذكرى من إنتصاب أضعف أو ربما لا يستطيع الحصول على إنتصاب على الإطلاق.
بإستخدام ذات التقنية العلاجية المتطورة، تستخدم هذه الطريقة المتقدمة لعلاج ضعف الإنتصاب الموجات الصوتية منخفضة الكثافة التي تمر عبر أنسجة العضو الذكرى، وتزيل الترسبات الإنسدادسة من الأوعية الدموية وتشجع نمو الأوعية الدموية الجديدة، مما يمهد الطريق لتدفق ملائم للدم وإستعادة وظيفة الانتصاب الطبيعي.
خلال جلسات العلاج بالموجات الصدمية، يتم وضع جل الموجات فوق الصوتية على العضو الذكرى للمساعدة في إنتقال الموجات التصادمية ثم يقوم أخصائي المسالك البولية بتسليط الموجات على مناطق مختلفة من العضو الذكرى. و خلافاً عن الشعور ببعض النبضات أو الذبذبات بالوخز في المنطقة المعالجة، فإن الجلسات خالية من الألم وتدوم لمدة 20 دقيقة تقريبًا، ولا توجد حاجة لأي تخدير على الإطلاق. لا توجد آثار جانبية تم الإبلاغ عنها أثناء أو بعد العلاج ويمكن للرجال إستئناف أنشطتهم الروتينية مثل العمل أو الرياضة بعد جلسة العلاج مباشرة.
إن الميزة الحقيقية وراء العلاج بالموجات التصادمية هي أنه قد يكون بالإمكان التغلب على المشاكل التي تسبب ضعف الإنتصاب في المقام الأول، والتي ينظر إليها منذ فترة طويلة على أنها مشكلة صحية لا يمكن علاجها، وليس فقط علاج الأعراض – وهو الأمر الذي تركز عليه معظم العلاجات المتاحة حالياً!
بالنسبة للرجال الذين جربوا مجموعة متنوعة من علاجات تحسين فاعلية العضو الذكرى دون جدوى، أو ربما يفضلون اللجوء الى علاج علمى مثبت النتائج وغير جراحي وآمن كبديل لأدوية ضعف الإنتصاب، فإن العلاج بالموجات التصادمية قد يكون هو الحل المثالي لمشكلتهم الصحية.
مع خالص تمنياتى بوافر الصحة و العافية،
د/ أنيــس حــداد
خبير صحة الرجال و جراح المسالك البولية
No Comments