الضعف و فقدان القدرة .. كابوس يؤرق الكثير من الرجال !
القدرة تعتبرمن أهم الموضوعات التى تشغل بال الغالبية العظمى من الرجال و قد توصلت العديد من الأبحاث و الدراسات العالمية لحقيقة هامة و مقلقة فى ذات الوقت: القدرة لدى الرجال شهدت تراجعاً خلال الحقبة الماضية بسبب إزدياد ضغوط الحياة اليومية و تأثيرها السلبى على الرجال و النواحى النفسية، وأيضاً بسبب أنماط الحياة العصرية الغير صحية و التي لها تأثير سلبي على صحة الرجال و منها على سبيل المثال لا الحصر قلة النشاط البدنى و التدخين و سوء الإختيارات الغذائية.
إن اسباب الضعف لدى الرجال عموماَ قد تكون إما نتيجة لعوامل نفسية مثل التوتر الزائد و القلق المستمر و الاكتئاب (وخاصة المزمن منهم)، أو لعوامل عضوية، مثل داء السكرى، إرتفاع ضغط الدم، تصلب الشرايين، أمراض الأعصاب و القلب، إضطرابات هرمون الذكورة (التستوستيرون)، و كذلك بسبب تناول بعض الادوية التى تؤثر سلباً على القدرة. و فى الكثير من الحالات يكون الضعف نتيجة لعدة عوامل مجتمعة، وليس عاملاً واحداً فقط. وعلى سبيل المثال يمكن للضعف و فقدان القدرة على ممارسة العلاقة الحميمية أن يحدث نتيجة بعض أشهر المشاكل الصحية كداء السكرى أو إرتفاع ضغط الدم و الكوليسترول مع وجود التوتر و التدخين.
إن الرجل الذي يصاب بالضعف يحس بالضيق الشديد و عادة ما يمر بمراحل عدة وهي مرحلة الشك، والإنكار، ثم الصدمة المصاحبة بإدراك الحقيقة، و اخيراً مرحلة الاعتراف بوجود مشكلة والسعي جدياً لحلها و هذه المرحلة مهمة للغاية و لكن الوصول اليها من قبل بعض الرجال ليس بالأمر السهل. على الرغم من تطور العلم و وجود حلول طبية فعالة لعلاج الضعف و إستعادة القدرة و السعادة الزوجية، غالبا ما يتردد الرجال الذين يعانون من الضعف في الذهاب للطبيب المختص والحصول على العلاج المناسب. وتشير الدراسات الى أنه من كل عشرة رجال مصابون بالضعف، أقل من النصف يسعى جدياً للتخلص من شكواه بإستشارة الطبيب و تلقى العلاج اللازم. أشهر الأسباب وراء ذلك تشمل الخوف من الحرج و الشعور بالنقص كرجل، و كذلك الجهل بوجود علاج جذرى لتلك المشكلة.
إن الضعف مشكلة متعددة الوجوه و لكن يمكن علاجها فعلياً ومفتاح النجاح هو التغلب على الحزن و الإحساس السلبي المصاحب و الإصرار على الحصول على العلاج الطبى اللازم. إن سعي الرجل للحصول على المساعدة الطبية اللازمة لاستعادة قدرته لا تمتد إلى نشاطه الحميمي فقط، بل أنه يمكن أن يكون لذلك آثار إيجابية واسعة المدى على جوانب حياته الأخرى. الإصرار على العلاج و ما يصاحب ذلك من إستعادة الثقة بالنفس من الممكن أن يجعل الرجل أكثر حماساً و إقبالاً على إجراء تغييرات جذرية في مجالات أخرى من مجالات الحياة مثل محاولة التغلب على أسباب التوتر و الإجهاد الذهنى، الإقلاع عن التدخين، و كذلك فقدان الوزن الزائد عن طريق إتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بشكل منتظم. كل هذا بإمكانه تحسين القدرة و أيضا جودة الحياة بشكل عام.
و لذلك كله، لكل هذا، فإنه من الأهمية التشاور مع الطبيب المعالج من ذوي الخبرة و الذى سوف يقوم بتشخيص الأسباب وراء حدوث الضعف و من ثم توفير الخطة العلاجية المناسبة و التى تساعد على التغلب على الضعف و إستعادة الحيوية و الحميمية. من المهم أن نتذكر أن هذه المشكلة الصحية شائعة جدا وأن علاجها اليوم أصبح أكثر تقدماً و حسماً من أي وقت مضى. مع توافر العلاج سواء بالأساليب الطبيعية أو بالعلاج الطبى المتطور مع الإهتمام بخصوصية الرجل و مراعاة إحتياجاته الشخصية فإنه لم يعد هناك مبرراً للمعاناة في صمت.
مع خالص تمنياتى بدوام الصحة و العافية،
د/ أنيس حداد
خبير صحة الرجال
No Comments